النص الكامل للرسالة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بمناسبة اليوم العالمي للشغل:
“بسم الله الرحمن الرحيم
أيتها العاملات، أيها العمال
تحتفل الجزائر غدا بالعيد العالمي للعمال، الذي يخلد تضحيات الطبقة الشغيلة، وهو مناسبة لنا نقف عندها وقفة تقيِيمية وتقويمية، نشجع فيها المبادرات الخلاقة، وفضائل الحوار والتشاور لحل النزاعات الاجتماعية، والاستفادة من تجارب الأمم المتقدمة.
وإنّها لفرصة أنتهزها للتوجه إليكم بالتحية والتقدير لما تبذلونه من جهد في معركة التنمية اقتداءً بالسلف الصالح الذي خاض غمار التحرير والتشييد، وبسط السيادة الوطنية على ثرواتنا الطبيعية، وأنحني خشوعا وإجلالا أمام أرواح جميع من قضوا في هذه المعارك الوطنية النبيلة، وشهداء الواجب الوطني خلال سنوات الإرهاب، وعلى رأسهم عبد الحق بن حمودة، رحمة الله عليهم جميعا.
إن الجزائر في أمس الحاجة إلى انتهاج سبيل العلم والعمل والأخلاق الفاضلة باعتباره السبيل الأنجع لتقدم الأوطان، وضمان استقلالها واستقرارها ورفعتها، ومكافحة البطالة، لأنها عدو الاستقرار ومصدر المشاكل الاجتماعية، لذلك، ومنذ انتخابي رئيسا للجمهورية، اتخذت عدة قرارات لتنشيط الحياة الاقتصادية.
وإنني أهيب بالتنظيمات العمالية لكي تدعم هذا التوجه، وأن تلعب دورا مؤثرا في بناء اقتصاد منتِج، مدر للثروة، وخالِق لمناصب الشغل، ومتجه بقوة نحو التصدير.
إن بلادنا اليوم محتم عليها أن تعيد للعمل قدسيته المؤكدة، ولن يتأتى ذلك إلا إذا شمرنا على سواعدنا وشحذنا هممنا وفجرنا طاقاتنا وعقولنا المبدعة من أجل تحقيق القفزة النوعية في مجال التنمية المتعددة الأبعاد، حتى نتبوأ المكانة اللائقة بنا بين مصاف الأمم.
وسوف تعمل الدولة بصرامة، على أن تعيد للعمل قيمته الحقيقية، وعلى تعزيز مكانة العمال، وخاصة الطبقة المتوسطة والطبقة الهشة، والرفع من قدرتهم الشرائية وتوفير الظروف الملائمة للحياة الكريمة لهم ولأبنائهم، إيمانا منا أن العمال هم المحرك الرئيسي للازدهار الوطني.
ولئن ركزنا الاهتمام في الفترة الأخيرة على حياة وصحة المواطنين بسبب أزمة كورونا فيروس، فإنني أجدد الإلتزام بحل جميع النزاعات العالقة وإلغاء الضريبة على ذوي الدخل المحدود والحفاظ على المكتسبات الإجتماعية. وبهذا الصدد، أعطيت تعليمات للحكومة للإسراع في تسوية وضعية أصحاب عقود ما قبل التشغيل، ودراسة أفضل الطرق للحفاظ على مناصب الشغل التي تضررت جراء جائحة الكورونا، والسهر على التوفيق بين متطلبات الأمن الصِحي وضرورات الإنعاش الإقتصادي، وهنا أحيي بقوة كافة المجهودات التي تبذُلها المؤسسات الاقتصادية لحماية مناصب العمل والأجور برغم الوضعية الصعبة.
وفي الختام، لا يسعني أخواتي العاملات إخواني العمال إلا أن أحثكم على تعبئة صفوفكم من أجل صيانة الوطن في هذا الظرف الصعب، والتجند لتسريع وتيرة التنمية الاقتصادية، وهنيئا لكم مرّة أخرى بعيدكم العالمي.
عاشت الجزائر، حرة، سيدة، أبية
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.